خروتشوف وستالين وانتقادات كالخرشوف: الكلام الذي لا يأت في زمكانيته المناسبة، يبقى كلاما خشبيا غير مجد في اعتقاد المتنورين وغير مفيد!
ألاحظ نوعية من المعارضات المهترئة والمغشوشة التي تشتغل بالموازاة مع الأنظمة الديكتاتورية الأرستقراطية المتوحشة في دول جزر الوقواق، حيث الديمقراطية مفبركة والحرية محاصرة معزولة والسلطة مطلقة في يد فرد أو أوليغارشية تحكم بعقلية الرجعية الظلامية.
ففي المغرب كمثلا كنموذج لم يرقى للدمقراطية الحقيقية نجد هناك معارضة منفوخة منفوشة تصيح وتخبط الأرضيات الخشبية في مسرحيات المخزن (اسم النظام التقليدي غير الحداثي للمغرب) ولكن عندما ندقق في كلامها فهو غير موجه لديكتاتورية رأس الحرباء وفساده واحتكاره واستعلاءه على الشعب بنرجسيته المرضية المفشوشة والمنفوخة بخرافات تقديس نفسه ونسله ومؤخرته التي تكلف أبناء الشعب ملايين وملايين الدولارات كل يوم وكل شهر وكل سنة..
نعم إنها الحقيقة يا رفاق الدرب، حيث يتشارك المعارضون الأحرار الحقيقيون نفس الإحباط الممتلئ بالاحتقار والسخرية من هؤلاء المرضى الهمج في مسرحية الفنجان البئيس!
هذه المعارضة الخشبية تجد هدفها مادي سلطوي استرزاقي، أي غايتها العميقة هو مصلحة أفرادها بالحصول على بعض المناصب والامتيازات أوالمكاسب في قانون العصابات والمافيا أو قانون الغاب أو أعناق البخار المتوحشة الموحشة حيث يلتهم السمك الكبير السمك الصغير، معارضة أو معارصة تريد الحصول على بعض فتات المرق في بلاد الوقواق الديكتاتورية الظلامية، التي قامت منظومتها الحالية على العبودية والمتاجرة بالبشر وإرهابهم، حتى باتت تسميتها "بلاد كحلة" تخربت منذ مجيء كارما الشر مع السلطان لكحل.
وهكذا تجد وراء كل هذا دائما وجود صدى لأصوات حرة ونفوس عالية، رغم وضعية الحضيض لا تترك همجية الديكتاتور وصغاره الذين يأتمرون بخبثه الخبيث وحقده الدفين، لا تتركهم يعربدون ويخرؤون بهدوء سادي أمام صمت الضحايا وعلى رؤوسهم بل وصلت بهم الوقاحة والخبث والإىهاب إلى إجلاس الناس على القراعي (القنينات) وهو الأمر الذي لن يغفره القانون ولا الكارما ولا التاريخ أبد الدهر..
أصوات حرة لاتتركهم أبدا "يطنزون" على أشباه عقول غير مكتملة ونفوس رخيصة نذلة تباع وتشترى في سوق النخاسة الذميم..
لا تتركهم يهلوسون و"يتفطحون" بالخالدات الفانطازية في فنجان بئيس في قانون الزريبة الهمجي الذي يطحن الأخضر واليابس في ذلك الفنجان البئيس والكئيب من شدة العتمة. والذي يصيب كل من شرب منه بالعبودية والخوف والإرهاب..
هذه التدوينة أعلاه استلهمتها من حكاية النقد والمعارضة في هذا الفيديو أدناه يحكي عن حكاية بين ستالين وخروتشوف وكلام لم يأت في محله الزمكاني، أسقطته عن كلام المعارصات المغربية المفبركة التي لا تتحدث عن الميكانيزمات الحقيقية للدولة المدنية الديمقراطية العلمانية الليبيرالية ومقتضيات المحاسبة وحرية الصحافة وفصل السلط ومكافحة التمييز واستغلال النفود ومواجهة الاستبداد واحتكار السلطة وتجميعها في يد انسان يريد أن يحتكرها لنفسه بصيغة أنا ربكم الأعلى في ذلك الفنجان البئيسوالكئيب من شدة القوادة والظلم والعنف والتجهيل..
إن غير ذلك يبقى مجرد كلام بلا معنى، كلام خشبي غير مجد في ملتي واعتقادي الإنساني التحرري الحداثي الاستنواري، كلام لا يختلف عن خَرشوف المرق لدكاكين سياسية في الزريبة المحتلة، حيث لا يقصدون بيت القصيد ولا مكمن الداء ولا أصل أصول المشكل، ولا ينظرون بعين العقل الحداثية العلمية العلمانية ولا يسمون الأشياء بمسمياتها..
فماذا يمكن تسمية منظومة لا تفصل بين السلط ولا تعرف استقلال القضاء ولا تربط فيها المسؤولية بالمحاسبة ولا توجد فيها حرية صحافة حقيقية غير مفبركة وغير مطبلة وغير استخباراتية عميلة.. صحافة تحقق تنتقد وتنقل الحقيقة كما وجدتها.. وماذا يعني امتلاء السجون بالمدونين وكتاب الرأي والمنتقدين الحقيقيين؟ وماذا يعني ممارسة التخويف والإرهاب على الرافضين لهذه الهمجية؟ وماذا يعني إقصاء وتعنيف مادي إداري تحريضي ضد الرافضين لمنطق الجهل والعتمة ومعاملة الزريبة؟ ماذا يمكن تسمية ذلك غير الزريبة أو الفنجان البئيس!
المدون محمد بوعلام عصامي