مدونة "مجرد إشكالات"

لا شيء .. فقط أمارس جنوني هنا !
خمّم وخمن معي، فكر معي "واُشطن راسك" معي في مدونة إشكالات، مدونة تضم مجموعة من التساؤلات والإشكلات على بساطتها أو تعقداتها أحيانا وعمقها أحيانا اخرى بل وسخافتها في أحايين كثيرة..بدون إجابات ولكنها تبقى مفتوحة...

عدد زوار المدونة

السبت، 17 مارس 2018

ماذا يقول الشاي والراكيا هذا المساء في تأملات بوعلام عصامي (تأملات في الكون)

* قوى الخير متعددة تجتمع على إنتاج الخير، ويمكن عبادة ومعرفة الخالق بلا أديان بترسيخ الخير والمحبة للإنسان والطبيعة.
* الفكر المستقبلي هو محصور بين قوانين البيولوجيا وقواني الفيزياء:
قوانين البيولوجيا تدعم نظرية التطور وتأخذك خريطة سكتها أن بداية الحياة على كوكب الأرض بدأت مع بكتيريا منذ ملايين السنين، وتموقع الأرض بين الشمس والقمر كان عاملا حاسما في تحقيق عامل "توفر شرط الحياة" وتبلورها ثم تطورها..
* قوانين البيولوجيا المتاحة وما نعرفه منها هي في حدود الأرض وأقل أقدمية من حيث الزمن مقارنة مع قوانين الفيزياء، وأقل تعقيدا من قوانين الفيزياء، وعامل الزمن في نشأتها وحفر قوانينها هو أقصر منه مقارنة مع قوانين الفيزياء...
* هناك كواكب ونجوم في مجرات متعددة داخل هذا الكون الفسيح الذي يتسع رويدا رويدا.. والذي ما هو إلا كون (كالفقاعة يضم في داخله كواكب ومجرات)، وما الكون الذي يضم مجرة التبانة وهذه النقطة الصغيرة جدا (كوكب الأرض)، ما هو إلا كون من بين أكوان متعددة كما هو الحال في تعدد الكواكب في المجرات، وتعددت المجرات في الكون، فخارح هذا الكون تتعدد الأكوان كذلك كل في فقاعة يسبحون.. "كما تقول نظرية الأكوان المتعددة".
* المهم من هذا أن نظرية التطور هي حقيقة علمية لابد أن تنتهي إلى أن أصل الوجود على هذه الأرض ابتدأ مع بكتيريا كانت هي أصل الحياة البيولوجية على هذا الكوكب، ويمكن اعتبارها بذرة الحياة البيلوجيا على كوكب الأرض وأصل كل الكائنات الحية على هذا الكوكب الأرضي منذ ملايين ملايين السنين..
في حدود الأرض يمكن الجزم أن بداية الحياة هي ضربة حظ، تتجلى في تموقع كوكب الأرض الذي اُعتبر عاملا حاسما من حيث الحرارة وتحقيق شروط الحياة وبالتالي نشوء الحياة البيولوجية وتطورها..
* وفي قوانن الفيزياء هي بعيدة جدا كرونولوجيا عن مسار قوانين البيولوجيا في الأرض، ولكنها قوانين دقيقة جدا ومُبهرة لا يعلم منها الإنسان الشيء الكثير في سبر أغوارها مقارنة مع قوانين البيلوجيا المتاحة أكثر، وتبقى الكثير من الأمور في عالم قوانين الفيزياء عبارة عن نظريات صحيحة لايمكن إخضاعها للمنهج التجريبي.
* لابد أن يضم هذا الكوكب حياة أخرى في نقطة ما من هذا الكون.. فهو فسيح جدا، وإلا فما هذا الفراغ الشاسع جدا، ألا يمكن أن توجد نقطة حظ أخرى تتموقع في خط حراري بين شمس وقمر توفر نفس الظروف الموجودة على كوكب الأرض!!!
*إن فرضية إمكانية خروج البشر من هذا النطاق الزمني وأن يحقق سفرا إلى مناطق خارج مجرته، إلى كواكب تضم حياة على شاكلة كوكب الأرض يفترض أنها تتوفر على شروط حياة جيدة وعلى كائنات ذكية، يبقى أمرا قريب من المستحيل تحيقية تطبيقيا، بسبب أنها تبعد أكثر بسنوات ضوئية طويلة جدا يلزم الإنسان قدرة على السفر بسرعة الضوء وخرق قانون المادة في الفيزياء.. ولكن يمكن تطوير خاصيات للتواصل البعيد، مع كائنات ذكية من كواكب أخرى..بوسيلة إشاراتية ضوئية تضم رسالة يمكن تحليلها وقرائتها من خلال جهاز كمبيوتر، كما هو الشأن بقراءة صور واردة من مسبارفضائي في مهمة اكتشافية فضائية، لتحقيق التواصل مع كائنات ذكية في كواكب أخر سيكون أمرا بالغ الأهمية، ويقتضي ذلط وسيلة ما تفوق سرعتها سرعة الضوء بكثير، دون تحقيق فرضية سفر الإنسان خارج هذه المجرة واللقاء المباشر في تلك الكواكب التي تعرف حياة ووجود كائنات متطورة.
التواصل هو بالغ الأهمية لمن سيتمكن من تحيقيه، لأنه سيعمل على تبادل الخبرات والعلوم والمعطيات، تماما كما كان الأ/ر سابقا بين تعارف الشعوب في الأزمنة الغابرة واكتشاف العالم القديم للعالم الجديد... وهدا التواصل إن تم تحقيقه مع كائنات متطورة من كواكب أخرى سيتسابق نحوه الروس والأمريكيون كسباق التسلح في الحرب الباردة.
ربما تبادل خبرات ومعادلات فيزيائية ورياضية وأشياء كثيرة جدا ستفيد المتواصلين مع تلك الكائنات المتطورة.
التواصل سيكون من بعيد، لأن من منطق المنهج التجريبي، لا يمكن صنع مركبة (مادة) تسافر بسرعة الضوء تقفز على قوانين الفيزياء لتسافر بسرعة الضوء... فلو كانت هذه المركبة مثلا تسافر بسرعة الضوء (وهذا أمر مستحيل للمادة أن تسافر بسرعة الضوء)، ففي أقرب كوكب يُفترض أن يضم حياة على شاكلة كوكب الأرض، يبعد ب 40 سنة ضوئية، قد يتطلب الأمر مركبة تسافر بسرعة الضوء و 40 سنة من الزمن الأرضي سفرا إيابا و0 سنة سفرا ذهابا، كي يصل الإنسان إلى ذلك الكوكب الذي يضم شروط حياة جيدة للإنسان.
* ليس هناك زمن واحد في هذا الكون، هناك أزمنة متعدد والخروج من قانون زمن مجر التبانة هو كالتحرر من قانون الجاذبية في الأرض.. ويمكن حينها مسابقة زمن المسقبل.. وكأنك تعمل توقف "pause" لساعتك الخاصة، بينما ساعة الباقين في الأرض مستمرة، وبعد مدة تعود لمجرة التبانة ثم الأرض لتخضع ساعتك البيولوجية لزمن الأرض، حيث تجد نفسك قد مرت سنون وسنون طويلة جدا وأنت تقف بين أجيال المستقبل وقد مات جيلك وكل من عاصرك من البشر..وكأك خرجت من مقطورة قطار طويل جدا إلى الرصيف بينما هو مستمر في سرعته الخاصة وقد عدت مرة أخر إلى مقطورة أخرى حيث ستجد نفسك بين أناس آخرين..
هذا ما سيحدث لكل من يستطيع الخروج من قوانين الزمن المتحكمة في هذه المجرة ثم يعود إليها من جديد..
* لا يمكن العودة أبدا العودة للماضي أبدا فهو ميت إلا من خلال التنقيب والاستكشاف واستخراج الحقائق، ولكن يمكن الذهاب للمستقبل بتلك الطريقة السابقة.. الخروج من زمن المجرة المتحكم في هذا النطاق الذي نعيش فيه، ثم العودة من جديد.. نظريا صحيحة، ولكن تجريبيا قد تطبق في المستقبل البعيد جدا..
* الأشعة التي تردنا من كواكب بعيدة التي يعتقد أنها قد تضم حياة، هي صور غير مباشرة وغير آنية، وإنما تعطي صورا لمشاهد من قرون سابقة لتلك الكواكب، لأن الصور ورادة مع أشعة الضوء من تلك الكواكب، وهو سفر ضوئي مر عليه زمن طويل جدا،مشاهد لتلك الكواكب سافرت مع الضوء بسرعة الضوء ومرت عليها قرون نحو المنظار الأرضي الذي يلتقطها.
ونفس الأمر إذا تمكن الإنسان من الحصول على صور للأرض من تلك الكواكب البعيدة بطريقة ما، إما باعتراض الأشعة بوسيلة تذهب أسرع من سرعة الضوء بكثير، أو أن يجدها مخزنة في كواكب ما من طرف كائنات ذكية تطورها يفوق تطور الإنسان، فهي ستكون بمثابة الخزان الأرشيفي لمعاينة الماضي من تاريخ الأرض، وتدقيق الماضي وإعادة قرائته، من عهود الديناصورات والماموت إلى القرون الغابرة، وهذا قد يكون متوفرا خصوصا عند كائنات متطورة تعيش في تك الكواكب إذا تحققت إمكانية التواصل السريع في المستقبل المتوسط أو البعيد.. (في حال وجود كائنات ذكية في تلك الكواكب البعيدة خارج مجرتنا درب التبانة).
* في حال وجود كائات ذكية يمكن أن تُرسل لك صورا مشفّرة عن كوكب الأرض تتحدث عن الماضي البعيد للأرض، يتم قراءتها بجهاز متخصص.
ولكن الرسالة المشفرة يجب أن تفوق سرعة الضوء بكثير، لكي يكون التواصل ممكنا (في حيز زمني متقارب).. لأن رسالة إشاراتية بسرعة الضوء من أقرب الكواكب التي يُعتقد أنها تضم حياة ذكية قد تتطلب 40 سنة لوصولها و40 سنة للرد عليها في أقصى سرعة يعرفها الإنسان الحالي وهي سرعة الضوء.
* هذا إذا كانت تلك الكائنات الذكية والمتطورة غير شريرة وغير مؤذية، وربما قد تكون حياة على كوكب آخر وتضم كائنات لم تتكور بعد إلى الحد الذي تطور فيه الإنسان ومازالت في مراحل كمرحلة القردة أو النيودريتال مثلا.. أو ربما العكس فيفوق تطورها تطور الإنسان بكثير أو بسنوات ضوئية ولكنها لاتهتم لوجوده لأنه لا يجديها نفعا التواصل معه، حيث تراه من بعيد من منظورها كحيوانات الغاب يفترس بعضه بعضا.. ربما كما نراقب نحن البشر ضباع وأسود البراري في إفريقيا السفانا، فهي لاتدري بذلك ولكنها غارقة في صراع قانون الغاب.
____________________ محمد بوعلام عصامي